الناس الطيبة


يوم الجمعة كان عندنا احتفال عائلي و انا في الحقيقة عندي مشكلة في التعامل مع العائلة ، مو لأي سبب غير الأسباب المنتشرة بين الناس و هي مابين الرسميات الزائدة و الأسئلة الزائدة و المقارنة بين البنات في نفس الفئة العمرية أو المتقاربات في الظروف مثل سنة الزواج و عدد الأطفال و مكان المعيشة و هكذا .

قبل الإجتماعات العائلية كثير اتردد في الحضور لأن أحس انها تهدم كل الوناسة اللي اشتغل عليها طول الأسبوع في قلبي ، أحس اني اموت من الداخل و تأكل روحي المجاملات والتملق غير الكذب،
على أقل تقدير،  تطرح وحدة وجهة نظر تخالف رأيك و تصير انت مخير في حالتين إما تسكت عن وجهة نظرك المخالفة أو تتحمل وسائل اقناعك في الإيمان بوجهة نظرها الخاصة و هاذي الحالة هي من أهون الحالات في نقاشات الجمعات العائلية.

ليلة الجمعة صليت استخارة لو اروح أو لا لأن والله مااقدر اتحمل الكأبة و في نفس الوقت ماابى اكون الإنسانة اللي منعزلة و ساحبة نفسها من المجتمع ، و جزء من الحياة إنك تصبر على أذى الناس و لكن بقدر طبعا .

بدأ يوم الجمعة و انا مرهقة و زعلانة و أحس بالظلم :) باختصار احساس حياة الفهد ، حاولت اطلع من هالإحساس ، سويت كروسان و تغديت و رتبت البيت و انا زعلانة طبعا ، بس على الساعة ٤ ونص العصر قررت انام لأن مااقدر و لإن مو مهم لو احضر المناسبة أو لا ، راح اعطي نفسي الخيار على حسب مزاجها ، وفعلا نمت و ماقمت الا الساعة ٧ المغرب ..
سويت شعري و حطيت ميك اب و مناكير و ابو شادن ساعدني في لبس بناتي و رحت المناسبة بقلب مطمئن.

قابلت بنات أحبهم و حاولت اركز على علاقاتي مع اللي احبهم و اللي يزعجوني و عاملوني بيوم ما بإزدراء عاملتهم معاملة البلكة و الجدار و اللي مايعرف ايش يعني : هاذي معاملة لأي انسان ازدراك في يوم من الأيام و أهانك قدام أحد أو حتى قدام نفسك ، اعامله معاملة الجدار و كأنه بلكه مافيها أي عوامل جذب و اختار يبين على وجهي بحسب قيمة وقاحته ، و هذا الأحساس جدا مريح لي و الغريب انه يفرض احترامك بطريقة مرضية .

انبسطت أكثر مما توقعت و كان قلبي فرحان و كنت اضحك و ارجع راسي لورا من كثر الضحك و من كثر السوالف الممتعة ، ماسمحت لأي انسان يستفزني ،كنت اتجاهل الناس المستفزة من البداية و اختار اني مااشوفهم و لا افتح حوارات معاهم ، كان سهل جدا و كنت اتذكر مقولة لمدربة اليوقا ، كانت تقول تستاهلين الفرحة خلي قلبك كيذا دائما سعيد و كانت محقة ،نحن نقلل من اهمية الفرحة لقلوبنا و نختار الأسى و اللطم بمحض إرادتنا.

هل راح استمر في هذا النهج ماادري ؟ لكنها طريقة رائعة لتقضية اجتماعات العائلة !
ماراح ابحث عن رضا الجميع و مو مهم يرضون و لا اعجب احد ، راح ابحث عن فرحتي ، عن الناس اللي تحكي لقلبي ، عن الناس اللي تشوفني بعين طيبة و تسمعني بقلب طيب .



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اليوم ال٢٣

اليوم الخامس

مصيدة الأفكار