التجربة و ليست النصيحة



ما الذي يدفعنا لمشاركة المعلومة ؟
هذا السؤال دائما يتبادر لذهني كلما وددت أن أشارك معلومة

على السوشل ميديا .
 دائما و ابدا مؤمنة بأن التجربة تصنع ردة فعلك و تجاوبك مع الحياة و ليست النصيحة.
و لهذا قضيت وقتا في امتناعي عن إسداء النصائح و المعلومات لأني أعتقد أنها لن تحدث فرقا في حياة أحد.

لو افترضنا و شاركت معلومة فهدفي الرئيس ليس مساعدة الناس و إنما تثبيت المعلومة في رأسي أكثر من غيري .
لا أعني أن مساعدة الناس سبب خاطئ و لكنه هدف مبالغ فيه و في أثره .


كثير احيان أتردد في مشاركة الكثير و غير مؤمنة تماما بقوة أثر السوشل ميديا لأن الإنسان اللي يتصفح السوشل ميديا و انا منهم لا يبحث عن معلومة مفيدة .
في الواقع يبحث عن مطعم عن قهوة عن تريند و عن حيوات الناس و عن عظمته للأسف  .

كثير من الأحيان احنا نحاول نوضح الحياة اللي نتمناها أكثر من حياتنا الحقيقية و المملة في كثير من الأحيان.

مثلا انا حسابي الشخصي على الإنستقرام يتضمن صور بعض سفراتي و بعض أكواب القهوة.
لا يحتوي على حياتي الحقيقية أبدا ،لا يحتوي على الفوضى و لا التوتر و لا الأرق و لا حياتي كزوجة و أم و لا حتى كتاب أو معلومة .
صفحتي على الإنستقرام اشبه بشخص اخر و هنا الخدعة .
أننا باعتقادنا و من خلال صفحة انستقرام و عدة صور اننا نملك هذه الحياة الفارهة و الخدعة الثانية أن المتابعين يحكمون علينا من خلالها فقط.

راح يجي وقت و يكون الديتوكس و الامتناع عن السوشل ميديا غير كافي، و نحتاج نوعي نفسنا و ننشر الوعي للجيل الجديد باعتبار صفحات التواصل الاجتماعي مجرد صفحة محتوى و ليست انعكاس لحقيقة و واقع حياة الإنسان .

أتمنى في كثير من الأحيان ان أشارك كثير من المعلومات و التجارب لكنني اخاف أيضا من عظمة السوشل ميديا الزائفة و امتنع عن كل المشاركات .
لا اعتقد ان إنسان عاقل راح يقدم سلامه الداخلي على نشر الفائدة.
و اعتقد هنا اني ابرر لنفسي فقط .
أتمنى ألقى سبيل و حل وسط في مشاركتي شي يعكس جزء من حقيقتي و من واقعي ،لكن اعتقد ان هذا العمق من التواصل مااحتاجه الحين.

كثير من الناس يعتقدون انك تكون معروف هو شي جميل و محبب و ربما يكون هدف لكن في الحقيقة و من واقع تجربة مافيه اثقل على النفس و.اصعب من انك تقوم من النوم و تحصل استفسار طويل و عميق على صفحتك باعتبارك ذو علم و فاهم اكثر ،مرهق باختصار شديد،.
شي صعب انك تلتزم بستاندر معين من اللبس و الميك اب عشان صورة شغلك ما تتأثر و بالضرورة تعطي صورة حسنة و إيجابية عنك بالضرورة . و هذا أيضا مرهق 
و غالبا الشخص المعروف بالسوشل ميديا هو حالتين إما متفاخر و متظاهر بشكل أو بأخر أو مرهق للغاية و عنده تضاد داخلي .



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اليوم ال٢٣

اليوم الخامس

مصيدة الأفكار